تحميل

0%

ما هو السّيلياك ؟

السيلياك Celiac disease هو التهاب يصيب الجهاز الهضمي والأمعاء ويؤدي إلى ضمور وتلف أهداب الامتصاص المبطّنة للأمعاء الدقيقة (villi). وبالتالي ضعف أو توقّف امتصاص الغذاء، المعادن والفيتامينات المهمّة لجسم الانسان. وذلك الالتهاب المعويّ ناجم عن الحساسيّة من مادة الجلوتين (بروتين الحبوب) التي تحتويها بعض المواد الغذائية، وهي موجودة عادة في القمح، الشعير، الشوفان ومشتقّاتها.

كيف يتم تشخيص المرض؟

يتم تشخيص مرض السيلياك عن طريق:

  •  فحص دم لقياس مستوى مضادّات مادة الجلوتين، وهي دقيقة بنسبة تتجاوز%90. منها مضادات EMA، TTG, DGP وغيرها. هذه المضادات تشكّل أيضاً عاملا لمراقبة التجاوب للعلاج والالتزام بالحمية الغذائية الصحيحة. 
  • يتم تأكيد التّشخيص عن طريق أخذ عيّنة من الأمعاء الدقيقة بواسطة منظار بسيط للجهاز الهضمي العلوي عبر الفم وفحصه بالميكروسكوب.
  • فحص وراثي HLA.

الى حين التّشخيص وإجراء جميع الفحوصات يفضّل الاستمرار بنفس النظام الغذائي المتّبع وعدم اتّباع أي إرشادات جديدة حتى إنهاء جميع الفحوصات. 

تجدر الإشارة الى أن:

  • هذه الحالة موجودة لدى % 2-1 من المجتمع العربي في البلاد، ولكن نظراً لعدم تكافؤ الوعي في المجتمع العربي فإن تشخيص الحالة غير كاف، ولا سيّما عند البالغين. 
  • السيلياك متعارف عليه منذ مئات السنين، وهو حالة تصيب جميع الأعمار والأجناس بدون استثناء. ولقد أتت كلمة "سيلياك" من أصل إغريقي، نسبة إلى الجوف أو المعدة.   

ماهي أعراض السيلياك؟


تنجم الأعراض عادة من نقص المواد الغذائية التي تعسّر امتصاصها للدم، وهذا يتمثّل في عدَّة أشكال، من أهمّها:

  • تأخر في نمو ونضوج العظام، الوزن والطول -أعراض من هذا القبيل في غاية الأهمية لدى الأطفال والرَّاشدين. 
  • آلام معدة، إسهال، إمساك وانتفاخ عند الصّغار والكبار.
  • نقص في امتصاص الڤيتامينات والمعادن، مثل: الحديد، ڤيتامينات B، ڤيتامين D والكلس. وهذا قد يؤدي الى فقر دم، ضعف، هزل، إرهاق، هشاشة عظام، مشاكل تركيز وذاكرة، سقوط الشّعر، خلل في الدّورة الشّهرية ومشاكل في الإنجاب. 
  • تأخّر حركي- نفسي.
  • إصابة الكبد في التهابات مناعيّة ومراريّة.
  • أمراض التهابات جلديّة متعدّدة.
  • تقرّحات وجروح في الفم.
  • أورام في الجهاز الهضمي وأورام ليمفاويّة.
  • التهابات مفاصل.

من المهم تأكيده أن الشخص المصاب بالسيلياك يمكن أن يشكو من أحد أو بعض هذه الأعراض.

كيف يتم تشخيص المرض؟

يتم تشخيص مرض السيلياك عن طريق:

  • فحص دم لقياس مستوى مضادّات مادة الجلوتين، وهي دقيقة بنسبة تتجاوز%90. منها مضادات EMA، TTG, DGP وغيرها. هذه المضادات تشكّل أيضاً عاملا لمراقبة التجاوب للعلاج والالتزام بالحمية الغذائية الصحيحة. 
  • يتم تأكيد التّشخيص عن طريق أخذ عيّنة من الأمعاء الدقيقة بواسطة منظار بسيط للجهاز الهضمي العلوي عبر الفم وفحصه بالميكروسكوب.
  • فحص وراثي HLA.
  • الى حين التّشخيص وإجراء جميع الفحوصات يفضّل الاستمرار بنفس النظام الغذائي المتّبع وعدم اتّباع أي إرشادات جديدة حتى إنهاء جميع الفحوصات.

ما هي طرق علاج السيلياك ؟

لا يوجد علاج بالأدوية للشّفاء من المرض! والعلاج الوحيد هو الحمية الغذائية الخالية من ماده الجلوتين كنمط حياة  

لتفادي الأعراض المصاحبة لمرض السيلياك يجب الإبتعاد عن جميع الأغذية التي تحتوي على مادة الجلوتين بتركيز أكثر من 20 بيكوغم ( PPM 20) حسب معايير منظمة الغذاء العالمية. يتوجّب الالتزام الصّارم بأسلوب حياتي جديد خالٍ من هذه الأغذية مدى الحياة والاستعاضة عنها بالبدائل الموجودة على أساس الذّرة، البطاطا، الأرز وغيرها. 
في الحالات القاسية أو عند تضرر الكبد يحتاج المصاب أحيانا الى إضافة أدوية لتهدئة الالتهابات. 
كما أنه يجب تعويض نقص الڤيتامينات والمعادن عن طريق مستحضرات طبية ملائمة باستشارة الطبيب و/أو أخصائي/ة التّغدية المرافق/ة. 
أما في حال تفاقم هشاشة العظم، يتوجّب الاستعانة بالأدوية المقوّية لبناية العظم.

دور الحمية الخالية من الجلوتين

توفّر الحمية الغذائية بدائل صحّيّة لينعم المريض بحياة طبيعية دون أي عائق صحّيّ أو نفسيّ.
فهذا يضمّ تخفيف أو عدم ظهور أعراض المرض والشفاء من التّلف الذي أصاب الأمعاء. وأيضاً، تحسين امتصاص العناصر الغذائية. ولا سيّما دعم النّمو الطّبيعي والتّطور الذّهني السّليم للأطفال.
والوقاية من مضاعفات المرض قصيرة وطويلة الأمد.

**في حال وجود أحد الأعراض المذكورة أعلاه ينصح باستشارة الطبيب لتشخيص الحالة وبعدها الحفاظ على الحمية الخالية من الجلوتين ولمدى الحياة لتنعم بحياة طبيعيّة، كما ويجب مراجعة الطّبيب المختصّ، اخصّائية التّغذية وإجراء فحص دم كل عدّة شهور لمراقبة التجاوب للعلاج، تلقي ومتابعة الإرشادات الصّحيحة.

التّعامل مع الضّغط النّاجم عن تشخيص طبّي أو حالة صحّيّة

بقلم: د. جودت عيد - أخصّائي ومعالج اجتماعي ونفسي

الضّغط النّفسي الّذي يرافق التّشخيص الطّبّي يشكّل عاملا محفِّزا للإحساس بالخوف أو الوحدة أو التّخبط ويؤدّي الى ردّة فعل معنويّة أو جسديّة أو سلوكيّة، إضافة الى القلق النّفسي من الوضع الصّحيّ أو التّحدّي الّذي يواجه الإنسان. كلّ تغيير صحّي وجسمانيّ يؤدّي الى مواجهة تتطلّب طاقة وقدرة للتّعامل مع الوضع الجديد، الأمر المرتبط بالشّخصيّة والتّجربة وقدرة التّعامل الفرديّة الّتي تسهم في بلوَرة طرق مواجهة التّغيير حسب ماهيّته وتأثيره على حياته وعلى استقلاليّته أو تعلّقه بالآخرين، إضافة الى مدى صعوبة الحالة/ التّشخيص والتّهديد الحاصل على المجرى الطّبيعيّ ليوميّاته الحياتيّة. بكلّ الأحوال يجد الإنسان نفسه أمام تحدّيات كثيرة وسط تخبّطات نفسيّة وتساؤلات مثل: "لماذا أنا؟"، ويتمّ التّعامل مع الوضع بأنه "عقاب"/ "ماذا فعلت لأُعاقَب هكذا؟"، يرافقه الاحساس بالظّلم أو بالغضب في المراحل الأولى ومن ثمّ التّسليم والقناعة وبناء استراتيجيّة تعامل ومواجهة في مرحلة تليها. من هنا قد تعتمد المواجهة منحى التّفكير المحبط والضّحيّة وتداعيات الوضع كمشكلة بدون مخرج أو منحى آخر الذي يتعامل مع المشكلة/ الوضع كتحدّيات التي تمنحه إمكانيّة تطوير آليّات ومساحة للتّعايش مع الوضعيّة الجديدة على النّحو الأفضل، من خلال التّفكير الإيجابي النّاهض وتوظيف الطّاقة الشّخصيّة الإيجابيّة لبناء محاور التّعامل اليوميّ والتّأقلم الّذي يسعى إلى التّوازن، والصّحة النّفسيّة، والاجتماعيّة، والجسديّة.

طرق تعامل ممكن أن تسهم في تطوير آليات مواجهة ناجعة أكثر: التّمكين الشّخصيّ والإيمان بالقدرة الذّاتيّة، التّركيز على مواطن القوّة لدى الفرد وليس على نقاط ضعفه، التّعامل مع التّحدّي بمصالحة وليس باعتباره مشكلة صعبة الحلّ، الخروج من دائرة الضّحيّة الى دوائر ناجعة تشمل الحركة والعمل والنّهوض من أجل الذّات وليس الاحباط والتّقوقع والانغلاق، الاهتمام بتحصيل حقوق قانونيّة الّتي من شأنها أن تسهم في التّسهيل على الشّخص في حياته اليوميّة وفي سدّ بعض الثّغرات النّاجمة عن التّحدي الّذي يواجهه، فحص كلّ التّسهيلات الاجتماعيّة المتاحة من قبل مؤسّسات الدّولة مثل، التّأمين الوطني، وزارة الصّحّة، وزارة العمل وغيرها، الاهتمام بالمشاركة في مجموعة دعم تنظّمها الدّوائر الاجتماعيّة، التّوجّه إلى استشارة شخصيّة نفسيّة واجتماعيّة، التّوجه الى مؤسّسات أو جمعيّات مختصّة للاستشارة والتّوجيه والمساعدة دون التّردّد أو التّخوّف أو الخجل، من منطلق تقبّل الأمر بشكل موضوعيّ بدون تذنيب الذّات في الحالة الصّحيّة أو التّحدي. يحتاج كلّ شخص، على كلّ الأصعدة، إلى الإيمان بقدرته والخروج من دائرة الإحساس بالضّعف، والتّعاطي مع المشكلة بشكل ناجع يضمن التّفكير النّاهض من أجل إيجاد طرائق مبتكرة للتّعامل الصّحيح.




اشترك في نشرتنا البريدية

كن أول من يعرف عن الأخبار والأنشطة القادمة من جمعية نيسان.